بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مرحبا اصدقائي الكرام
اتمنى انكم بخيروسلامة وارجو ان تكون كل اوقاتكم طيبة وسعادة
إنها ليست روابط كيميائية كتلك التي تتأثر بالعوامل الخارجية, بل إنها روابط يصعب على عباقرة العلم تفسيرها كما يجب ان يكون التفسير, و كما يشعر بها اصحابها حقا,و لقد عجزوا كثيرا عن سبر أغوار تلك الروابط فلم يجدوا لها سوى عنوانا واحدا و هو المحبة و حسب,إنها الروابط الإنسانية.
منذ أن خلقنا الله تعالى على كوكب الأرض خلق الله تعالى في قلوبنا أيضا مشاعر عديدة و أحاسيس عديدة تجاه البشر الذين يحيطوننا و كانت الروابط تقوى كلما مر الزمن و اشتدت كلما زادت المحن و كانت أعظمها تلك الروابط التي تجمع الأقارب و الأصدقاء.
و حين عثر بعض المنقبين على مخطوطات قديمة للفراعنة وجدوا فيها حكمة تنص على: "إن أردت المساعدة فاطلبها من صديقك و لا تطلبها من أخيك", و قال العرب قديما: "رب أخ لك لم تلده أمك", و هكذا كانت للصداقة مكانة جليلة في قلوب البشر منذ زمن بعيد لما تحمله العلاقة أو الرابطة من مشاعر نبيلة حقيقة و فضائل أخوية سامية.
و لكن إن كانت الأخوة أفضل في رأي البعض فأنا أعتقد أن هناك كثيرين ليس لديهم أخوة و لكن لابد أن لهم أصدقاء لا يمكنهم نسيانهم و لا يمكنهم التخلي عنهم وقت المحنة و إلا سيجد نفسه وحيدا في وجه غدر الأيام و أقدارها المتلاحقة.
و لكن و مادام الامر لازما أن تجد لك صديقا حسنا فلابد أن تحسن اختياره و تجربه في المصاعب,فالأزمات تظهر معادن الناس الحقيقة,فاختر صديقك الصالح و اهجر صديق السوء, و أحسن معاملته فتحسن علاقتك به, و أن هم يوما على أذى أو ضرر قد يفقدك إياه امنعه و خذ بيده فتنجوان معا.
إن الصداقة الحقيقية هي وردة يسقيها الإخلاص و حبل متين لا يقطعه سوى الموت.
و من هنا فلتأخذ العهد على نفسك أن تبقى الصديق الذي تحب أن يكون لك مثله, و عندها ستجد صديقا مثلك يفتح لك ذراعيه و يمد لك يد العون عند الحاجة, و كلما أخلصتما لبعضكما أكدتما على أن رابطتكما لا تنكسر.
في امان الله تعالى
والى لقاء قريب ان شاء الله